أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الحزب الشيوعي اليوناني - بين معركتين صعبتين















المزيد.....



بين معركتين صعبتين


الحزب الشيوعي اليوناني
(Communist Party of Greece)


الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 19:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تُواصل اليونان جذب انتباه كادحي العديد من بلدان العالم، كمغناطيس، ما دامت تسير نحو انتخابات برلمانية جديدة حاسمة، ستُجرى في 17حزيران/ يونيو، وذلك بسب استحالة تشكيل حكومة ائتلافية من قبل الأحزاب اﻟ3 ذات النسب الأعلى. هذا و تجذب النتيجة التي حققها الحزب الشيوعي اليوناني و خطِّه السياسي المرسوم اهتماماً خاصاً، و ذلك كحكم مبني انطلاقا من المقالات ذات الصلة المنشورة في الصحف التقدمية و الشيوعية وغيرها، في حين تواجد الحزب خلاله، في مرمى نيران مختلف المحللين. دعونا هنا، نأخذ الأمور من البداية.



حول نتائج انتخابات 6 أيار/مايو



خَلقت انتخابات 6 أيار/مايو مشهداً سياسياً جديداً حيث انحسرت قوة الأحزاب اﻟ3 التي شكلت معا حكومة إئتلافيةساندت بدورها سياسة رأس المالوالاتحاد الأوروبي الضد شعبية. فعلى وجه التحديد:

حصل حزب الباسوك الاشتراكي الديموقراطي على 833529 صوتاً، فقط، تعادل نسبة 13.2٪، مسجلاً بذلك انخفاضاً غير مسبوق، بلغ تحديداً -2.179013 صوتاً تعادل نسبة -30.8٪.

وحصل حزب الجمهورية الجديدة المحافظ على 1192054 صوتاً تعادل نسبة 18.9٪، مُسجلاًانخفاضاً قدره -14.6٪ و -1103665 صوتاً.

في حين لم يتمكن حزب لاوس القومي من وصول العتبة البرلمانية، وبقي خارج البرلمان، بعد حصوله على183466 صوتاً، تعادل نسبة2.9٪، بانخفاض -1.6٪ و -202739 صوتاً.

و مع ذلك و في الوقت نفسه، لا يُشكِّل التغيُّر المذكور في المشهد السياسي إنقلاباً، وذلك، لأن القوى الأساسية المستفيدة من غضب العمال هي تلك الداعمة لسياسة "مسار الإتحاد الأوروبي الإجباري". وبهذا الشكل، تناثرت الغالبية العظمى من ناخبي الأحزاب البرجوازية وبشكل أساسي نحو أحزاب فضاء ذو قربة أيديولوجية معها . فعلى وجه التحديد:

حصل حزب سيريزا، المُشكِّل لتحالف قوى انتهازية، كانت قد انشقت من "يمين" الحزب الشيوعي اليوناني (في انشقاقات الحزب عام 1968 و 1991)، احتضن أيضاً، في السنوات الأخيرة قوى من حزب الباسوك الاشتراكي الديمقراطي، على 1.061265 ما يعادل نسبة 16.8٪، بزيادة 745600 أو +12.2٪.

كما حقق حزب اليسار الديموقراطي الذي هو عبارة عن أحد انشقاقات سيريزا، احتوى بدوره أيضاً على نوابٍ و كوادر سابقة لحزب الباسوك، 386116 صوتا ما يعادل نسبة 6.1٪.

في حينٍ، توجه تشتُّت الأصوات المُتنوع نحو أحزاب رجعية و قومية مثل حزب"اليونانيون المستقلون"، الذي نتج كانشقاق عن حزب الجمهورية الجديدة، محصلاً 670.596 صوتاً، ما يعادل نسبة 10.6٪، و نحو الحزب الفاشي النازي "الفجر الذهبي"، الذي حصل على 440.894 صوتاً، ما يعادل نسبة 7٪.

وعلاوة على ذلك، صوَّت ما يقرب اﻟ 20٪ من الناخبين نحو عشرات الأحزاب التي شاركت بالانتخابات، التي لم تتمكن من اجتياز عتبة اﻟ3٪.

سجل الحزب الشيوعي اليوناني زيادة طفيفة في معركة الانتخابات. حيث حصل تحديداً على 536.072 صوتاً، أي ما يعادل نسبة 8.5٪، وزيادة أصوات قدرها 18823، أو٪ +1. كما حصل الحزب الشيوعي اليوناني على 26 مقعداً نيابياً (من أصل 300 مقعد في مجلس النواب)، أي بزيادة 5 مقاعد على ما كان لديه سابقاً. في العديد من الأحياء العمالية الشعبية ضاعف الحزب الشيوعي اليوناني نسبته مقارنة مع نسبته الوطنية، في حين برز الحزب الشيوعي اليوناني لأول مرة كقوة سياسية أولى في دائرة (ساموس - ايكاريا) محققاً نسبة 24.7٪ من الأصوات.

توصلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني إلى بعض الاستنتاجات الأولية حول نتيجة الانتخابات. حيث ذكرت في بيانها:" تُحيِّي اللجنة المركزية الآلاف من العمال، والعاملات، و العاطلين عن العمل، الذين قدَّروا كفاحية و وفاء و شفافية خطاب الحزب و الروح القتالية ونكران الذات للشيوعيين والشيوعيات، عبر تصويتهم لصالح الحزب في صناديق الاقتراع، بغض النظر عن درجة اتفاقهم مع مُجمل اقتراحه السياسي. في حين لم يتمكن قطاع كبير من العمال و منهمناخبوا الحزب، من تفهُّم و إدراك الفرق بين الحكومة و بين السلطة الفعلية". كما و نوَّه بيان اللجنة المركزية في سياقه: " إن الاقتراح السياسي للحزب الشيوعي اليوناني للنضال من أجل سلطة عمالية شعبية سيكون محطَّ تمركز اهتمام الشعب في الفترة القادمة، في وقت سيتضح خلاله و باضطراد الفرق بين الحكومة وبين السلطة الشعبية الفعلية، كما و اقتراح الشامل حول القضايا الحياتية الشعبية، و اقتراحه المتعلق بالسلطة العمالية الشعبية. و من هذا الرأي فنشاط حملة الحزب الانتخابية الذي جرى في تناغم متسق مع استراتيجيته، يُشكِّل إرثاً مهماً للسنوات القادمة".

حول حزب سيريزا

أصرَّت بعض وسائل الإعلام الدولية البرجوازية في تقديمها لحزب سيريزا ﻜ"منتصر" في انتخابات يوم 6 أيار/مايو، على إبراز عنوانه "تحالف اليسار الراديكالي"، حيث انتهى بها المطاف على تقديمهكحزب يساريٍ راديكالي أو حتى كحزبٍ شيوعي. و بالطبع لم يكن تقديمها للحزب المذكور ذو علاقة بالواقع. فالمكون الأساسي لحزب سيريزا هو حزب "تحالف اليسار" (سيناسبيسموس) ذو البرنامج الاشتراكي الديمقراطي. الذي كان قد صوَّت عام 1992في البرلمان اليوناني لصالح معاهدة ماستريخت، حيث هو حزب مؤيد للاتحاد الأوروبي الامبريالي، يؤمن بإمكانية تحسين الإتحاد المذكور. مع تقديمه لبرنامج شامل لإدارة النظام الرأسمالي.

كما و انخرط الحزب المذكور في حملة العداء للشيوعية ضد الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى مشهِّراً بإشتراكية القرن اﻠ20 التي عايشناها. كما و يشكِّل الحزب المذكور عضواً في رئاسة "حزب اليسار الاوروبي" المُشكِّل لأداة الاتحاد الاوروبي الهادفة لنزع الطابع الشيوعي من الأحزاب الشيوعية في بلدان الاتحاد.

كما و انضمَّت إلى سيريزا إلى جانب السيناسبيسموس قوى من حزب الباسوك الاشتراكي الديمقراطي، وعدة زُمر يساروية أصغر، ذات طابع تروتسكي، و أخرى "ماوية" مهجنة، تلعب بدورها دوراً سياسياً تشذيبياًتجميلاياً لقائمة أساسية اشتراكية ديمقراطية معادية للشيوعية. إن هدف القائمة المذكورة الرئيسي، هو الحد من تأثير الحزب الشيوعي اليوناني، انتخابياً و نقابياً و سياسياً بشكل عام. حيث لدينا أمثلة عديدة تُظهر طبيعة التشكيل المذكور المعادية للحزب الشيوعي اليوناني، في العقد الأخير. ففي العشرات من النقابات والاتحادات ومراكز العمل (اتحادات نقابات على المستوى الجغرافي)، تشارك قوى سيريزا بقوائم في تعاون مع قوى حزب الباسوك من أجل إعاقة انتخاب مندوبين شيوعيين في الهيئات النقابية العليا. إن حزب سيريزا هو العدو اللدود لجبهة النضال العمالي (بامِه)، التي تُشكل تجمعاً للنقابات ذات التوجه الطبقي، كما و تقوم قوى سيريزا بالتعاون علناً في إطار الإتحادات العامة "كونفدراليات" نقابات عمال القطاع الخاص والعام مع القوى النقابية المساندة للحكومة ولأرباب العمل. كما و مماثل هو موقف قوى سيريزا أيضا، في الكثير من حالات الانتخابات المحلية. مثال صارخ على وجه الخصوص هو موقفها من الانتخابات البلدية عام 2010 في إيكاريا. التي هي جزيرة شكَّلت تاريخياً منفى للشيوعيين، يحصل فيها الحزب الشيوعي اليوناني على نِسب أصوات كبيرة. حيث تعاون هناك حزب سيريزا مع الباسوك الإشتراكي الديموقراطي و الجمهورية الجديدة الليبرالي و حزب لاوس القومي، بهدف إعاقة انتخاب رئيس بلدية شيوعي. حيث حصل مرشح الحزب حينها على نسبة 49.4 من مجموع الأصوات، و ظفُر التحالف المعادي للحزب الشيوعي اليوناني بموقع رئاسة البلدية بفرق قدره بضعة مئات من الأصوات.

يحاول حزب سيريزا اليوم، ضرب الحزب الشيوعي اليوناني عبر طُروحات "وحدة اليسار" المُغرضة المزعومة، في إطار محاولته دفع الحزب الشيوعي اليوناني لمحو صفحات كاملة من برنامجه، و التخلي عن مبادئه و القبول بسياسة إدارة النظام الرأسمالي، المقترحة من قبل حزب سيريزا.

على خلفية ما ذُكِر، فأقل ما يمكننا قوله هو عدم اتسام موقف بعض الأحزاب الشيوعية بالمسؤولية، عند هرولتها لتحية الصعود الانتخابي للتشكيل الانتهازي المذكور المعادي للشيوعية، اقترح رئيس رابطة الصناعيين اليونانيين إشراكه في حكومة ائتلاف مساندي الإتحاد الأوروبي، و ذلك، تحت عنوان تحية الأحزاب المذكورة لصعود "اليسار" مع توجيه تحيتها نحو عدو شرس للحزب الشيوعي اليوناني، دون معرفتها للوضع الحقيقي في اليونان.

حول وهم "وحدة اليسار"
وكذبة "حكومة اليسار"

ليس بقلة هم كادحو بعض بلدان أوروبا و العالم المُسيسين الذي يطرحون السؤآل التالي: لماذا لا يُعدِّل الحزب الشيوعي اليوناني من سياسته، ولماذا يُصرُّ على خطِّه السياسي في حشد القوى الإجتماعية الراغبة بالكفاح ضد الإحتكارات و الرأسمالية و الإتحادات الإمبريالية في سبيل سلطة عمالية –شعبية، رافضاً مساندة سياسة "وحدة اليسار" والعمل من أجل إصلاح الواقع الرأسمالي و الإتحاد الأوروبي عبر تعاون سياسي أو ائتلاف حكومي يُجريه، مع قوى "يسارية" و اشتراكية ديموقراطية على غِرار ما تقوم به غيره من أحزاب أوروبا، الشيوعية؟

أولاً، لقد وضَّح الحزب الشيوعي اليوناني و منذ وقت طويل أن كِلا مفهومي "اليسار" و "اليمين"، لا يتجاوبان مع الواقع السياسي الحاضر". ﻓ"اليساري" في حاضرنا يُمكن أن يكون أميناًُ عاماً لمنظمة حلف شمال الأطلسي، أو رئيس وزراءٍ لبلد تشن حرباً إمبريالية، و تتخذ تدابير ضد عمالية- ضد شعبية، في حق كادحيها. إن الحزب الشيوعي ليس مجرد "حزب يساري"، بل هو حزب يناضل من أجل إسقاط الرأسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي- الشيوعي الجديد. و عبر السير على هذا الدرب و وفقاً لهذا الإتجاه لا على نقيضه! سيتم تحقيق المكاسب. فكما أثبت التاريخ لنا ، لم تَقُُد الإصلاحات و الكفاح من أجل تصحيح النظام الرأسمالي ومن أجل التخفيف من تطرُّف تدابيره الضد شعبية، أي و بعبارة أخرى المطالب المركزية لقوى الانتهازية و الإشتراكية الديمقراطية، على الإطلاق و لا في أي مكان، إلى إسقاط الرأسمالية. بل على العكس من ذلك! فقد أدتفي كثير من الأحيان إلى تعزيز الرأسمالية من خلال خلق أوهام لملايين العمال، تزعم بإمكانية أنسنة الرأسمالية. و عبر الزعم في أيامنا بإمكانية تحوُّل البنك المركزي الأوروبي من أداة رأسمالية ليصبح مؤسسة خيرية ... توزع قروضا بلا فوائد، أو الزعم بإمكانية تحوُّل الاتحاد الأوروبي، من اتحاد يخدم رأس المال ليصبح "اتحاد شعوبٍ"، وفقاً لزعم حزب السيناسبيسموس/سيريزا و حزب اليسار الأوروبي.

هذا هو السبب لطرح الحزب الشيوعي اليوناني لاقتراحه السياسي بشكل متكامل، في انتخابات 6 أيار/مايو، عبر تفصيله بشعاره القائل "الخروج من الاتحاد الأوروبي عبر سلطة شعبية، وإلغاء الديون من جانب واحد".

إن الحزب الشيوعي اليوناني من هذا الرأي هو في توجُّهٍ ثابتٍ نحو الماركسية – اللينينية. وفقاً لما كتب لينين: "إن البروليتاريا تناضل وستستمر في النضال من أجل سحق السلطة القديمة. و نحو هذا الاتجاه سوف تركِّز جُملة عملها من دعاية وتحريض و تعبئة وتنظيم جماهيري. وإذا لم تتمكن البروليتاريا من تحقيق السحق الكامل فهي ستستفيد أيضا، من تحقيقه جزئياً. فالبروليتاريا لن تروِّج لأقل من ذلك و لن تُجمِّله داعية الشعب لدعمه. إن الدعم يُمنح نحو الكفاح الفعلي و لأولئك الذين يسعون نحو الأكثر (الذين يحققون الأقل في حال فشلهم) ولا يُمنح لأولئك الذين يُشوهون بشكل انتهازي واجبات و مهام البروليتاريا حتى قبل بداية نضالها[1]".

لقد رفض الحزب الشيوعي اليوناني فكرة تشكيل"حكومة يسار" تُحافظ على اليونان ضمن الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وتُحافظ بدون مضايقة، على علاقات إنتاج رأسمالية، ستكون قادرة على اتباع نظام إدارة مزعوم، صديق للشعب. إن حزبنا يناضل من أجل تطوير الصراع الطبقي ووعي الكادحين السياسي، و تحريرهم من تأثير الأحزاب البرجوازية وحُججها، و من أجل إقامة تحالف اجتماعي لن يدافع بدوره فقط عن مصالح العمال، بل سيسعى لتحرير البلاد من التدخلات الامبريالية مع طرحه لمطلب السلطة، أيضا.



هدفهم: تقليص نفوذ الحزب الشيوعي اليوناني، و دمجه في النظام!



تتركز نيران أعداء الحزب الشيوعي اليوناني و"أصدقائه" الذين يدعون بشكل مباشر أو غير مباشر، ﻟ"الإتحاد" مع غيره من قوى "اليسار"، على رفض الحزب الرضوخ للتشكيلات "اليسارية" أو حتى لحكومة "اليسار". فوفقاً للخط المذكور تتحرك الأحزاب الشيوعية المتواجدة في رئاسة حزب اليسار الأوروبي. كما و لم تغِب أيضا الهجمات الوقحة على حزبنا، فعلى سبيل المثال كانت هجمة الجماعات التروتسكية المختلفة، المشهورة في الخارج أكثر من مما هي عليه في اليونان، التي وصفت الحزب الشيوعي اليوناني باعتباره "حزباً انعزالياً مُتحجراً"...

و لكن، حقيقةً كيف تمكَّن خط الصراع الطبقي و الصدام الذي يطرحه و يبرزه الحزب الشيوعي اليوناني، من حشد مئات الآلاف من البشر في اليونان، إذا كان الحزب "انعزالياً"؟ و ما هو تفسير تجمُّع عشرات النقابات و الإتحادات والمراكز العمالية التي تمثل مئات الآلاف من الكادحين، في صفوف جبهة النضال العمالي "بامِه"؟ ينبغي أن نذكر هنا واقع حشد "بامِه" في صفوفها، و باعتبارها قطباً ذو توجه طبقي في الحركة النقابية العمالية، ﻠ8 اتحادات عمالية (فدراليات) قطاعية، و 13 مركزاً عمالياً، والمئات من النقابات القاعدية والقطاعية، تضم في صفوفها ما مجموعه 000. 850 عضواً.

علاوة على ذلك، تنشط "بامِه" داخل نقابات لا تملك القوى الطبقية فيها الأغلبية. وهكذا، فعلى سبيل المثال تمتلك قوى "بامِه" المرتبة الثانية، في سلسلة من الاتحادات القطاعية (كما هو الحال في اتحاد عمال الإطعام وعمال المعادن)، كما و في أكبر مركزين عماليين في البلاد أي في أثينا وتسالونيكي.

كيف تمكَّن التجمُّع الوطني لصغار الحرفيين و التجار (باسيفي) المعادي للإحتكارات من حشد الآلاف من العاملين لحسابهم الخاص في صفوفه، الذين يدركون و يتفهمون لضرورةالصدام مع الاحتكارات؟ كيف هو من الممكن إلهام الآلاف من فقراء المزارعين عبر جمعياتهم و لجانها من نضال تجمع المزارعين النضالي (باسي) ضد سياسة الإتحاد الأوروبي الزراعية المشتركة؟ و ما هو تفسير انخراط آلاف النساء و الطلاب، المتحدرين من شرائح عمالية شعبية في نضالٍ ذو مطالب ومبادرات يطرحها كل من الاتحاد النسائي اليوناني (أوغ) و جبهة النضال الطلابية (ماس)؟ و ذلك كله حين في حينٍ يتصدر فيه أعضاء و كوادر الحزب الشيوعي اليوناني علناً، لنضال كافة المنظمات النقابية الجماهيرية، و الإجتماعية السياسية المذكورة.

إنهم عاجزون عن إلصاق تهمة "العُزلة" على الحزب الشيوعي اليوناني، أو حتى إلصاق تُهم "التحجر" و "الإنعزالية" عبر تبنيهم لمعيار عدم قبولنا ﻠ"الحكومة اليسارية" أو لمعيار عدم صعود نسبتنا الانتخابية بنفس سرعة صعود نسبة تشكيل سيريزا، الاشتراكي الديمقراطي. كما و نُذكِّّر هنا بحقيقة تحصيل حزب الإشتراكية الديموقراطية الآخر، الباسوك في الانتخابات التي جرت قبل 2.5 سنة على نسبة 44٪ من الأصوات، في حين حصل الآن على نسبة 13٪ فقط ، داعماً عبر هبوط نسبته المذكورة في ظروف ميوعة و تفكك سياسي لأقرب الفضائات الايديولوجة له المتمثل في حزب سيريزا. و أكثر من ذلك بكثير، فالحكم على حزب شيوعي ثوري كالحزب الشيوعي اليوناني لا يجري عبر معيار تأثيره الإنتخابي، حصراً.

فيما يتعلق بمسألة سياسة التحالفات، فقد راكم حزبنا خبرة تاريخية ضخمة! حيث قاد نضال جبهة مسلحة عظيمة ضد الفاشية، كان لها مساهمة كبيرة في النضال الشعبي. ومع ذلك، عَجِز الحزب في ذلك الوقت عن معالجة و صياغة استراتيجية تحويل النضال ضد الفاشية لنضال من أجل إسقاط السلطة البرجوازية. لقد شكَّل الحزب الشيوعي اليوناني تحالفاتٍ "يسارية" في خمسينات وثمانينات القرن الماضي. و استخرج الحزب الشيوعي اليوناني من خبرة سياسة تحالفاته استنتاجات ثمينة، و ليس لديه أية نية لتكرار أخطاء مماثلة.

لماذا يتعرض الحزب الشيوعي اليوناني لهذه الهجمة، إذاً؟ من الواضح تشكيل نشاط الحزب الشيوعي اليوناني، الأممي لمصدر إزعاجٍ، فهو نشاط في توجُّهِ إعادة بناء الحركة الشيوعية الأممية على أسس الماركسية - اللينينية و الأممية البروليتارية، الى جانب ذلك أيضاً، ففي أثينا دُشِّنت اللقاءات العالمية للأحزاب الشيوعية و العمالية، كما و غيرها أيضاً من المبادرات الشيوعية الأممية.

ومع ذلك فالسبب الأساسي هو أن الحزب الشيوعي اليوناني، كحزب ذو جذور عميقة في صفوف الطبقة العاملة، و ذو خبرة واسعة في النضالات العمالية - الشعبية، يرفض التخلي عن مبادئه، يرفض قبول دور "ذيل" الإشتراكية الديمقراطية، و الخضوع لكل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي. فلنرى ما كُتِب في مقال استضافته الصحيفة الفرنسية الشهيرة لوموند ديبلوماتيك بعد الإنتخابات:" إن غَرض و أمل جميع اليونانيين اليساريين الذي لا يجهرون به، هو: تفكيك الحزب الشيوعي لإعادة تشكيل اليسار اليوناني على أسسٍ جديدة و منح اليسار موقعه المناسب في المجتمع".أي تحويل الحزب الشيوعي اليوناني ليصبح خُرقة بالية، على غرار بعض الأحزاب الشيوعية أوروبا، ليغدو "ذريعة شيوعية" لإدارة اشتراكية ديموقراطية لنظام الهمجية الرأسمالية.

إن هدفنا هو إفساد مخططاتهم و صون وتعزيز الحزب الشيوعي.اليوناني. فعلى الرغم من الضغوط الممارسة على حزبنا، هناك معطيات واعدة، تُبيِّن بدورها أن الحزب الشيوعي اليوناني سوف يثبت أنه"جوزة قاسية على أسنانهم." فبعد مضي عشرة أيام على انتخابات 6 ايار/مايو، جرت في اليونان إنتخابات طلابية، حققت فيها الكتلة المدعومة من قبل الشبيبة الشيوعية اليونانية نسبة قدرها 16٪ في المعاهد و نسبة 14.2٪ من الاصوات في كليات الجامعات، مع تسجيل زيادة عن نسبة العام الماضي. في حين بقيت كُتلة سيريزا الطلابية مع نسبة منخفضة بلغت 2.3٪ في المعاهد و 6.9 ٪في كليات الجامعة.

ترميمالنظام البرجوازي



لقد حَذَّر الحزب الشيوعي اليوناني الشعب، و منذ وقت، بحقيقة تحضير الطبقة البرجوازية لعملية ترميمٍ للمشهد السياسي بهدف حفاظها على سلطتها. و ذلك بسبب عجزها عن إدارة النظام السياسي البرجوازي عبر تناوب حزب محافظ مُتمثلٍ ﺒ(الجمهورية الجديدة) و اشتراكي ديموقراطي (الباسوك) في السلطة الحكومية، على غرار ما مارسته منذ عام 1974، بعد سقوط الحكم العسكري. يهدف النظام السياسي البرجوازي "التخلُّص" من الأحزاب والشخصيات التي انفضحت في أعين الشعب بشكل لا يمكن إصلاحه. في ظل هذه الظروف استفاد حزب سيريزا ذو البرنامج الإشتراكي الديموقراطي في الانتخابات، عبر إبرازه علنا للأكاذيب، قبل وأثناء فترة الانتخابات، زارعاً مغذياً لأوهام تقول في جوهرها بإمكانية وجود أيام أفضل للكادحين، دون الصدام مع الاحتكارات و الإتحادات الامبريالية. و عبر بث هذه الأكاذيب و الأوهام تتجلى مسؤوليته الهائلة تجاه الشعب!

يدعو الحزب الشيوعي اليوناني العمال لإدراك حقيقة أن محاولة الترميم المذكور، لا تتجاوب مع تلبية حاجاتهم الشعبية المعاصرة.

فحتى ما يسمى ﺑ"حكومة اليسار" هي عبارة عن "طوق نجاةٍ مثقوب" يُرمى نحو العمال الغارقين في مآزق النظام الرأسمالي.



فليتحرر الشعب من المعضلات الواهية



تقوم القوى البرجوازية مع الإنتهازية بطرح و إبراز مُعضلات جديدة مضللة، أمام انتخابات 17 حزيران/يونيو، سيجري استخدامها في الفترة القادمة بغرض تقييد الشعب والحد من تحمِّل الجماهير الشعبية الراديكالية في مواجهة الضغط، و بغرض تقليص النفوذ الانتخابي للحزب الشيوعي.اليوناني. لا يُخفي الحزب الشيوعي اليوناني أن هذه المعركة ستكون صعبة للغاية بالنسبة للشيوعيين!

في سبيل إفهام و توضيح المعضلات الكاذبة، دعونا نُمحِّص بعضها:

1- يورو أمدراخما؟

هي إحدى المعضلات الكاذبة التي يوجهها حزب الجمهورية الجديدة كتهمة ضد حزب سيريزا، مع قوله أن سياسة سيريزا تقود البلاد خارج اليورو و تجلب الدمار للعمال. من جانبه يجيب سيريزا بأن كلفة إخراج اليونان من اليورو ستكون هائلة على بلدان منطقة اليورو الأخرى، ولذلك فهو أمر لن يحدث أبداً.

في واقع الأمر، و مع الأخذ في الاعتبار لواقع و حقيقة تطور الأزمة الرأسمالية، فمن الممكن بالطبع، و وفقا لسيناريوهات نُوقشت سلفاً، إجراء جَزرٍ لمنطقة اليورو، عبر طرد اليونان وغيرها من البلدان أو عبر تخفيض قيمة عملة اليورو داخل بلادنا. و في هذا الصدد إن ابتزاز كل من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي هو حقيقة واقعة، لا تشكل زراعة روح التهدئة و السكون التي يُغذيها و ينميها حزب سيريزا، رداً عليها.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن جميع الأحزاب الأخرى عدا الحزب الشيوعي اليوناني ، أي حزب الجمهورية الجديدة و الباسوك و اليسار اليموقراطي، تتنازع فيما بينها حول من هو أكثر قدرة بينها على إبقاء البلاد في منطقة اليورو ويتهم كل منها الآخر بتهمة امتلاك سياسة تقود اليونان نحو الدراخما. حيث هدف مُجمل الأحزاب المذكورة هو فرض المعضلة الكاذبة "يورو أم دراخما" على الوعي الشعبي، و ذلك بغرض التستر على حقيقة تَطابُق استراتيجياتها، لكونها أحزاب الاتحاد الأوروبي، التي تدعو الشعب لخوض المعركة تحت رايات غريبة عن مصالحه، و لخوضها على توجه خط أجوف هو "داخل أو خارج منطقة اليورو"، و ذلك في حين تقول جميع الأحزاب، عدا الحزب الشيوعي اليوناني، بضرورة البقاء داخل الاتحاد الأوروبي و اليورو.

يدعو الحزب الشيوعي اليوناني العمال للتغلب على هذه المعضلة، لأن الشعب و الطبقة العاملة سيبقون في البؤس و لا ينبغي عليهم تبني منطق الاختيار بين إحدى العملتين، للعملة التي سيقاس عبرها فقرهم، وخسارة دخلهم و معاشاتهم التقاعدية، و زيادة ضرائبهم ونفقاتهم الطبية ورسوم أولادهم الدراسية. إن معضلة "يورو أم دراخما" هي الوجه الآخر للترهيب بوقوع إفلاس غير منضبط، الذي هو حقيقة واقعة سلفاً بالنسبة لغالبية الشعب العظمى. يريدون تقييد الشعب بواسطة المعضلة الكاذبة، ليستطيعوا ابتزازه عند قيامهم بتشريع قوانين ضد شعبية، ليقولوا له أن يختار بين قبول التدابير الوحشية و بين العودة إلى الدراخما، التي يساوون بينها و بين الفوضى والبؤس.

في الحين ذاته، تتواجد سواءاً في اليونان وخارجها قطاعات من البلوتوقراطية ترغب في العودة إلى الدراخما لتحقيق أرباح أكثر مما تحقق هي عينها الآن و الطبقة البرجوازية برمتها من اندماج البلاد في منطقة اليورو. لن يرى الشعب المفلس، أي تقدم و ازدهار إما مع اليورو أو مع الدراخما، ما دامت الاحتكارات تُدير الإنتاج، و مع دوام البلاد ضمن الاتحاد الأوروبي و بقاء الطبقة البرجوازية في السلطة. إن الرد الوحيد من زاوية المصلحة الشعبية الفعلية، على معضلة "اليورو أم الدراخما"هي: فك ارتباط البلاد من الاتحاد الأوروبي مع سلطة شعبية، و إلغاء الديون من جانب واحد. وغني عن القول في هذه الحالة، امتلاك البلاد لعملتها الخاصة.

2 - أحلٌ يوناني أم أوروبي؟

تتحدث كل الأحزاب الأخرى عن حل أوروبي لقضية الأزمة في اليونان، عبر استئناف هذا الحل عبر المفاوضات مع هيئات الإتحاد الأوروبي من أجل وضح حل شامل للديون المتعلقة باليونان. هذا و رحبت جميع الأحزاب اليونانية الأخرى عدا الحزب الشيوعي اليوناني، بانتخاب أولاند في الرئاسة الفرنسية، حيث كان انتخابه سينهي حسب زعمها، وجود التوأم الضد شعبي "ميركوزي :ميركل- ساركوزي". كما يضيفون لما ذُكر أعلاه المشاورات الجارية مع الاتحاد الأوروبي حول تدابير تنموية، ستجري عبر تمويل المؤسسات الضخمة بغرض توظيفها للاستثمارات.

يستهدف تكتيك الأحزاب المذكورة إخفاء حقيقة أن السبب الأولي لمعاناة الشعب ليس موجوداً في بروكسل، بل هو داخل البلد. و هو يتمثل في الطبقة البرجوازية، و في كبار أرباب العمل المالكين لوسائل الإنتاج، و أساطيل السفن، والمكاتب، وخدمات البلاد، والتي تشارك اليونان وفقاً لقرارات أحزاب بلوتوقراطيتها، في الاتحاد الأوروبي. إنه لاستفزاز، من طرف الأحزاب المذكورة، تقديم الاتحاد الأوروبي كمجال لإيجاد مخرج صديق للشعب، في حين قام الإتحاد مع الحكومات المحلية وصندوق النقد الدولي بصياغة المذكرات، وهو الإتحاد ذو الاستراتيجية المبنية على معاهدة "الاتحاد الأوروبي- 2020"، و ماستريخت، و الذي يشكل الرحم الذي يلد كل التدابير الضد عمالية- الضد شعبية داخل وخارج المذكرات. إنهم يقولون للشعب إن أبسط اجراءات التخفيف من معاناته، هي موضوع تفاوض داخل الاتحاد الأوروبي الذي يكافح لتأمين حل لصالح احتكاراته، خلال الأزمة على حساب الشعب. إنهم يدعون الضحية لانتظار حل لمشكلتها من قبل جلادها، و ذلك في إطار اتحاد أوروبي يتعمق غَرَقه باضطراد في أزمة تترافق مع رجعنته المتزايدة، الناتجة عن التناحرات الجارية في خلجانه، و أيضاً عن تناحره مع غيره من المراكز الإمبريالية.

إن المسؤولية التي تقع على عاتق حزب سيريزا هي ضخمة، إذ يريد إعادة التفاوض حول استراتيجية المذكرة، واضعاً للحركة في جمود و انتظار لساعة تلقِّي "الحكومة اليسارية" لرد ايجابي مزعوم تحلم به، من شركائها في الاتحاد الاوروبي. و ذلك في وقت، يتحدث الحزب المذكور عن ضرورة "التماسك الاجتماعي" و " السلام الاجتماعي" الذين سيُفرضان من قبل"الحكومة اليسارية"، التي ستعلن نفير"حضور وقت النوم" للنضالات العمالية الشعبية في فترة يتوجب خلالها تصعيد هذه النضالات و تجذيرها، و أولا وقبل كل شيء ضد البلوتوقراطية المحلية والأحزاب التي تزرع الترهيب و الأوهام في خدمتها.

يكشف الحزب الشيوعي اليوناني للشعب عن حاجته لحركة شعبية - عمالية في اليونان، ذات توجه نحو القطيعة و الإنقلاب، على خيارات رأس المال والاتحاد الاوروبي مع تعزيز تنسيق هذه الحركة على المستوى الأوروبي في الوقت ذاته، لا عبر المفاوضات، بل عبر تعزيز الحركة العمالية الطبقية في عموم أوروبا في الكفاح ضد الاتحاد الأوروبي، و القطيعة معه.

2- تقشف أمنمو؟

لقد تمثَّل المطلب بالنسبة لحكومات أوروبا الرأسمالية الغارقة في الأزمة، في المحافظة على "النمو"، أي في انتزاع الرأسمال الأوروبي الإتحادي من وحول الأزمة. تتبادل أحزاب الإتحاد الأوروبي في اليونان التهم حول احتواء خلائط سياساتها على نسب من تدابير تقشف وتنمية. ساعية بذلك لإخفاء حقيقة ترافق و احتواء مسار التطور الرأسمالي على التقشف في ظروف اشتداد المنافسة الرأسمالية، و احتدام النزاعات الإمبريالية.

تعمل تدابير "الاستقرار المالي" على خدمة النمو، و هي التدابير المتخذة سوءاً في بلدان المذكرات أو في غيرها، تحت عنوان تشكيل فائض في ميزانية الدولة لتلبية احتياجات دعم رأس المال. كما و يجري تعزيز "التغييرات الهيكلية" في اليونان و الاتحاد الأوروبي من أجل التنمية، وهي إجراءات تتعلق أساسا بإسقاط علاقات العمل و الضمان، ليصبح العامل أرخص تجاه رأس المال. كما و بغرض التنمية، يجري تحرير الأسواق الخصخصة، عبر فتح مجالات مربحة جديدة للبلوتوقراطية، عبر المزيد من سحق صغار العاملين لحسابهم الخاص.

ولذلك، كل شيء يجري في سبيل النمو، الذي و لكونه رأسمالياً، فهو يُخدم عبر فرض تدابير ضد شعبية حصراً، تتخذ إما شكل إجراءات تقشفية أو شكل"تغيير هيكلي"، أو تقديم تمويل سيولة مباشر نحو كبرى المؤسسات. في سياق مجمل الفترة السابقة، عملت الحكومات البرجوازية في منطقة اليورو، إما على تشديد أو على تخفيف الاجراءات و في مراحل مختلفة في هذا الاتجاه أو غيره، في محاولة إدارة و تحكم بالمنافسة الجارية بينها و محاولة إدارة الأزمة العميقة.

يسجل الحزب الشيوعي اليوناني أن المخرج للشعب لا يكون عبر إدارة الأزمات بواسطة أدوات توسعية أو تقييدية مستخدمة من قبل موظفي رأس المال السياسيين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. بل يكون عبر تنظيم النضال على المستوى الوطني في سبيل مسار آخر للتنمية، يكون عبر سلطة شعبية و فك ارتباط البلاد من الاتحاد الأوروبي والتملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، هو مسار سيطور كافة إمكانيات البلاد الإنتاجية من أجل مصلحة الشعب.

4- "يمين" أم "يسار"؟ "مذكرة" (هي إتفاقية فرض تدابير ضد شعبية وقعته الحكومة اليونانية مع الاتحاد الأوروبي، والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي للحصول على قروض جديدة) أم "عداء للمذكرة"؟

إننا هنا بصدد معضلات ستتخذ أشكالا أخرى، وفقاً للتطورات، أي عبر صيغة ثنائية قطبية جديدة ليمين الوسط - يسار الوسط. إن المعضلات المذكورة التي يتحمل مسؤوليتها الأساسية حزب سيريزا، همَّشت و وطمست التناقضات الحقيقية في اليونان والاتحاد الأوروبي. فالمعضلة المصطنعة "مذكرة – و عداء المذكرة" تُستخدم سوءاً، من قبل البرجوازيين والانتهازيين، لإخفاء قاسمهم المشترك المتمثل ﺑ"طريق الإتحاد الأوروبي الإجباري"أي في الإنصياع لاستراتيجية رأس المال. فبغض النظر اختلاف تكتيكاتها، تقوم القوى المذكورة من"يسارية" و "يمينية" و "قوى المذكرة" و "قوى معاداة المذكرة" بخداع العمال والشرائح الشعبية عندما تقول لهم بوجود حل في مصلحة الشعب داخل الاتحاد الأوروبي.

فليس لحزب الجمهورية الجديدة و الباسوك و اليونانيين المستقلين و سيريزا و اليسار الديموقراطي و غيرها من القوى، برنامج صدام أو حتى تشكيك في سلطة الاحتكارات. حيث تُخفي المصطلحات التي تستخدمها القوى و الأحزاب المذكورة ﻛ"التنمية" و"إعادة توزيع الثروة" و "التحكم في الدين" و"حل أوروبي"، المصالح الطبقية المتناحرة الموجودة سواءاً في اليونان أو في الاتحاد الاوروبي. أي أنها تخفي حقيقة، أنه مع الحفاظ على الملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج، ليس هناك من احتمال لتحقيق رخاء الشرائح الشعبية. إن المذكرة هي غيض من فيض استراتيجية الاتحاد الأوروبي، التي تنص على فرضتدابير ضد شعبية في جميع بلدانه – الأعضاء.

فاليونان وايرلندا والبرتغال والمجر ورومانيا هي بلدان ذات اتفاقيات اقتراض، في حين ليس لألمانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا والدنمارك اتفاقيات مماثلة، كما و بريطانيا التي هي حتى خارج منطقة اليورو. ومع ذلك كله، فهجمة رأس المال في جميع البلدان هي هجمة مشتركة، تجري عبر فرض تخفيضات الأجور، و مطاطية علاقات العمل، وزيادة سن التقاعد، وخصخصة الخدمات العامة، و تسليع الصحة والتعليم والثقافة والرياضة و فرض البؤس النسبي و المطلق على الكادحين. فحتى لو تم إلغاء المذكرة، سيستمر اتخاذ التدابير الضد شعبية في اليونان و بوتيرة أشد، إذا لم يكن هناك من صدام مع رأس المال و سلطته، و ذلك، لأن التوجهات الاستراتيجية للإتحاد الأوروبي تنص عليها، و هي توجهات إما وقعتها الأحزاب البرجوازية و حزب السيناسبيسموس/سيريزا، أو تساندها عملياً في الواقع.

إن السؤال الحقيقي الذي يتوجب على الشعب إجابته، والذي سيبرز باضطراد في الفترة المقبلة، هو التالي: من أجل يونان و شعب عامل مستقل و متحرر من الالتزامات الإتحاد الأوروبي، أم يونان مندمجة في الاتحاد الأوروبي الامبريالي؟ من أجل شعب صاحب سيادة على ثروته المنتجة ، أم شعب مستعبد في مصانع و مؤسسات مالكي رؤوس الأموال؟ أشعب منظم ذو دور طليعي حاسم في التطورات، أم حركة مستلقية على الأريكة، في انتظار ممثل جلادها لحل المشاكل؟. إن موقف الحزب الشيوعي اليوناني هو شديد الوضوح. فواقع تأكيد صدق كل توقعاته و تقديراته، هو سبب إضافي ليثق الشعب به و ليتماشى معه.

هناك ضرورة أمام المعركة الانتخابية القادمة، للتعبير عن أوسع تضامن أممي وفي مع حزبنا الشيوعي اليوناني! حيث يتوجب أن يشعر شيوعيو اليونان بالمساندة في جانبهم، وبالتضامن البروليتاري و رفاقية الأحزاب الشيوعية و العمالية، وغيرها من القوى المعادية للامبريالية أمام المعركة الانتخابية الصعبة القادمة، حيث تستهدف الطبقة البرجوازية حصراً، الحد من التأثير الانتخابي لحزبنا الشيوعي اليوناني.

وذلك لقلقها من سياسته الثورية، و من مواقفه الواضحة ضد المنظمات الإمبريالية، و قواعده المتينة في الحركة العمالية الشعبية، في المصانع والمؤسسات و الأحياء الشعبية في المدن الكبرى. كما و لأنها عاجزة عن وضع الحزب رهن أيديها. يخوض الشيوعيون والشيوعيات و أصدقاء الحزب مع أعضاء شبيبته و أصدقائها، بشكل منظم وحاسم هذه المعركة، بقولهم للشعب اليوناني و للطبقة العاملة العالمية، بأننا يوم الغد بعد الإنتخابات سنكون في مواقع العمل في المدن و القرى مع الأسر الشعبية، طليعيين في الكفاح لحل المشاكل الشعبية، أوفياء تجاه العهد التاريخي لحزبنا الثوري. دون أي تذبذب في نضالنا من أجل إسقاط همجية الرأسمالية، و بناء الإشتراكية – الشيوعية.



--------------------------------------------------------------------------------


[1]ف.أ.لينين :"نضال من أجل السلطة و"نضال"من أجل الصدقات"، الأعمال الكاملة المجلد 13 ص221، الطبعة اليونانية. من إصدار دار "الحقبة الجديدة".



#الحزب_الشيوعي_اليوناني (هاشتاغ)       Communist_Party_of_Greece#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان المكتب السياسي للجنة المركزية حول قمة حلف الناتو المزمع ...
- عزز الشيوعيون مواقعهم في صفوف الشبيبة الطلابية.
- فليُطلق سراح كادِرَي الحزب الشيوعي الإسرائيلي المعتقلين
- الحزب الشيوعي اليوناني -مِسمار في عينِ- البرجوازيين والانتها ...
- من أجل صدارة النضال اعتباراً من اليوم ضد الإعصار الضد عمالي ...
- للعمل بمثابرة و تفاؤل في سبيل تحقيق تعزيزٍ و دعمٍ حاسمٍ للحز ...
- انتخابات مبكرة في السادس من أيار/مايو
- خطيرة بالنسبة للشعب هي حكومة -يسارية-
- رسالة تعزية إلى الحزب الشيوعي السوداني – أيها الرفاق،
- وجود حكومة ضعيفة يعني وجود شعب قوي
- فلنضع حداً ﻠ-دموع التماسيح-!
- سيادة -وطنية- أم شعبية؟
- احتفل المضربون بمناسبة مرور 100 يوما على إضرابهم المستمر معب ...
- لا لكل المخدرات
- فلتسقط الحكومة، و لتخرج الترويكا من اليونان – تحرك قامت به - ...
- بيان المكتب الإعلامي حول قرار الإتحاد الأوروبي فرض حظر استير ...
- حاجز في وجه الحوار -المخادع!
- في ظل النظام الرأسمالي ليس هناك مخرج من الأزمة في صالح الشعو ...
- حول المعضلة المطروحة من قبل الحكومة الإئتلافية و البلوتوقراط ...
- الاشتراكية هي المستقبل!


المزيد.....




- كبسولة زمنية من عام 1920 عُثر عليها في جدار مدرسة أمريكية.. ...
- شاهد: لقطات تُظهر حجم الدمار بعد أشهر من الضربات الروسية على ...
- بريطانيا تُرحل طالب لجوء إلى رواندا في أول عملية من نوعها
- توقيف شرطي بريطاني بسبب -إظهار دعمه لحماس-
- كييف: أولى مقاتلات -إف-16- قد تظهر في أوكرانيا بعد عيد الفصح ...
- إطلاق سراح شقيقة هنية ووضعها رهن الإقامة الجبرية
- الإعلام العبري: المناورة العسكرية الإسرائيلية في رفح بدأت تض ...
- تحمل اسم -السيسي-.. شيوخ القبائل يدشنون مدينة هامة في سيناء ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- بريطانيا.. اتهام ضابط شرطة بارتكاب جرائم إرهابية بعد نشر صور ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الحزب الشيوعي اليوناني - بين معركتين صعبتين